وأطنب ابن قاضي العراق في التهزي والمجون وقال في جملة مقالته على طريق الاستهزاء: أي قاضي اجعل لنا وضيعة كل يوم جمعة بعد الصلاة لسمعنا من هذه المناقب في المسجد الجامع. فقال لهم القاضي نعمة الله بن العطار:
مما أنتما من أهلها أنتما قد حضرتما في درب الخطيب وذكرتما أن عليا ما كان يحفظ سورة واحدة من كتاب الله تعالى والمناقب يتضمن إنه ما كان في الصحابة أقرأ من علي بن أبي طالب عليه السلام فما أنتما من أهلها، فأكثرا الغوغاء والتهزي، فضجر القاضي نعمة الله بن العطار وقال بمحضر جماعة كانوا وقوفا: اللهم إن كان لأهل بيت نبيك عندك حرمة ومنزلة فاخسف به داره وعجل نكايته. فبات ليلته تلك وفي صبيحة يوم السبت سادس ذي القعدة من سنة ثمانين وخمسمائة خسف الله تعالى بداره فوقعت هي والقنطرة وجميع المسناة إلى دجلة وتلف منه فيها جميع ما كان يملك من مال وأثاث وقماش، فكانت هذه المنقبة من أطرف ما شوهد يومئذ من مناقب آل محمد صلوات الله عليهم.
ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة شهاب الدين أحمد الحسيني الشيرازي في (توضيح الدلائل) (نسخة المكتبة الملية بفارس) قال:
وعن شباب بن مذحج قال: كنت مع أمير المؤمنين على شاطئ الفرات وهو جالس يتكفر يعقد أنامله كهيئة الحاسب فتوهمت أنه حاسب شيئا فبقيت أنظر إليه وهو غائص في بحر الفكر وقد انتزع خفيه ووضعهما ناحية، ثم رفع