للصلاة وأنا معه حتى أتى موضع ورده فنزل عن بغلته وسلم إلي مقودها، فما عبر ساعته أو حمحمت البغلة وجعلت تنفر وتتقهر فلا أدري ما دعاها. فنظر أمير المؤمنين سوادا فقال: سبع ورب الكعبة. فقام أمير المؤمنين رضوان الله تعالى عليه من محرابه متقلدا بسيفه فجعله يخطو نحو السبع حتى دنا من الأسد فقال صائحا به: قف فخف الأسد وكل ووقف، فعندها استعرف البغلة فقال أمير المؤمنين: ويلك يا ليث أما علمت أني الليث والأسد والقسورة وحيدرة ما جاء بك إلينا أيها الليث، اللهم اطلق لسانه. فقال السبع: يا أمير المؤمنين ويا وارث علم النبيين ويا مفرق بين الحق والباطل ما افترست منذ ثلاثة أيام فقد أضربي الجوع فرأيتكم من فرسخين فقلت أظهر وأنظر من هؤلاء القوم فإن كان لي بهم قدرة أحصل منهم فريسة. فقال أمير المؤمنين: أما علمت إني أسد الله وأبو الأشبال الاثني عشر.
فعند ذلك أمد السبع بين يديه وجعل أمير المؤمنين يمسح رأسه وهو يقول: ما جاء بك يا ليث ليس أنت كلب الله في أرضه. وقال: أمير المؤمنين الجوع الجوع، والله يا أمير المؤمنين نحن من قبيل سحل محبة الهاشميين لا نأكل معاشر السباع رجلا يحبك ويحب عترتك. ثم قال: يا أمير المؤمنين أنا مسلط على من أبغضك من كلاب الشام وكذلك أهل بيتي وهم فريستنا ونحن نأوي النيل. قال: فما جاء بك من الكوفة. قال: أتيت في هذه الفيافي لعلي ألقاك وإني لمنصرف من ليلتي هذه إلى رجل يقال له سنان بن وأمل ممن أفلت من حرب صفين من أهل الشام وهو يريد القادسية ورزقني في ليلتي هذه.
ثم قام من بين يدي أمير المؤمنين رضوان الله عليه فقضيت عجبا من هذه الحالة فقلت في نفسي: سبحان الله سبع تكلم مع أمير المؤمنين. فقال أمير المؤمنين: ويلك مم تتعجب هذا أعجب أم للشمس والكوكب أم سائر ذلك،