أمير المؤمنين يطلبكما. فمضى ذلك الانسان فما كان إلا هنيئة حتى عاد ومعه ذلك الفتي والمرأة، فقال لهما علي عليه السلام: فيم طال تشاجركما الليلة. فقال:
الفتى: يا أمير المؤمنين إن هذه المرأة خطبتها وتزوجتها فلما خلوت بها هذه الليلة وجدت في نفسي منها نفرة منعتني أن ألم بها ولو استطعته إخراجها ليلا لأخرجتها عني قبل ظهور النهار فنقمت على ذلك ونحن في التشاجر إلى أن جاء أمرك فحضرنا إليك. فقال علي عليه السلام لمن حضره: رب حديث لا يؤثر من يخاطب به أن يسمعه غيره، فقام من كان حاضرا ولم يبق عند علي عليه السلام غير الفتى والمرأة، فقال لها علي: أتعرفين هذا الفتى؟ فقالت: لا. فقال:
إذا أنا أخبرتك بحاله تعلمينها فلا تنكريها. قالت: لا يا أمير المؤمنين. قال:
ألست فلانة بنت فلان. قالت: بلى. قاتل: أليس كان لك ابن عم وكل واحد منكما راغب في صاحبه؟ قالت: بلى. قال: أليس أن أباك منعك عنه ومنعه عنك ولم يزوجه بك وأخرجه من جواره لذلك؟ قالت: بلى. قال: ألست خرجت ليلة لقضاء الحاجة فاغتالك وأكرهك ووطئك فحملت فكتمت أمرك عن أبيك وأعلمت أمك، فلما آن الوضع أخرجتك ليلا فوضعت ولدا فلفته في خرقة وألقته من خارج الجدران حيث قضاء الحوائج فجاء كلب فشمه فخشيت أن يأكله فرمته بحجر فوقعت في رأسه فشجته، فعدت إليه أنت وأمك فشدت أمك رأسه بخرقة من جانب مرطها ثم تركتماه ومضيتما ولم تعلما حاله. فسكتت فقال لها: تكلمي بحق. فقالت: بلى والله يا أمير المؤمنين إن هذا الأمر ما علمه مني غير أمي. فقال: قد اطلعني الله تعالى عليه فأصبح وأخذه بنو فلان فربي فيهم إلى أن كبر وقدم معهم الكوفة وخطبك وهو ابنك. ثم قال للفتى:
اكشف عن رأسك، فكشف رأسه فوجدت أثر الشجة فيه. فقال عليه السلام: