المجالس الفاخرة في مصائب العترة الطاهرة - السيد شرف الدين - الصفحة ١٠٣
الطبيعة البشرية، والجبلة الإنسانية تنتصر للمظلومين وتنتقم بجهدها من الظالمين فاندفع المسلمون إلى موالاة أهل البيت عليهم السلام حتى كأنهم قد دخلوا - بعد فاجعة الطف - في دور جديد، وظهرت الروحانية الإسلامية بأجلى مظاهرها، وسطع نور أهل البيت عليهم السلام بعد أن كان محجوبا بسحائب ظلم الظالمين، وانتبه الناس إلى نصوص الكتاب والسنة فيهم عليهم السلام، فهدى الله بها من هدى لدينه، وضل عنها من عمى عن سبيله.
وكان الحسين - بأبي وأمي - على يقين من ترتب هذه الآثار الشريفة على قتله، وانتهاب رحله، وذبح أطفاله، وسبي عياله، بل لم يجد طريقا لإرشاد الخلق إلى الأئمة بالحق، واستنقاذ الدين من أئمة المنافقين - الذين خفي مكرهم، وعلا في نفوس العامة أمرهم - إلا الاستسلام لتلك الرزايا، والصبر على هاتيك البلايا، وما قصد كربلاء إلا لتحمل ذلك البلاء عهد معهود عن أخيه، عن أبيه، عن جده، عن الله عز وجل، ويرشدك إلى ذلك - مضافا إلى أخبارنا المتواترة من طريق العترة الطاهرة - دلائل أقواله، وقرائن أفعاله، فإنها نص فيما قلناه، وحسبك منها جوابه لأم سلمة إذ قالت له - كما في البحار وجلاء العيون وغيرهما -: يا بني لا تحزني بخروجك إلى العراق فإني سمعت جدك صلى الله عليه وآله يقول: يقتل ولدى الحسين بأرض يقال لها كربلاء.
فقال لها: يا أماه وأنا والله أعلم ذلك، وأني مقتول لا محالة، وليس لي منه بد، وقد شاء الله أن يراني مقتولا، ويرى حرمي مشردين وأطفالي مذبوحين (1).
وجوابه لأخيه عمر إذ قال له حين امتنع من البيعة ليزيد: حدثني أخوك أبو

(١) تاريخ الطبري ٥: ١٨٩، دار السلام للنوري 1: 102.
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 94 95 96 96 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 5
2 ترجمة المؤلف 7
3 ولادته ونشأته 7
4 دراسته العلمية 7
5 عودته إلى جبل عامل 8
6 أسفاره 9
7 مؤلفاته 10
8 وفاته ومدفنه 12
9 عملنا في الكتاب 13
10 المقدمة الزاهرة لكتاب المجالس الفاخرة 17
11 مقدمة المؤلف 19
12 المطلب الأول: في البكاء 21
13 المطلب الثاني: في رثاء الميت بالقريض 33
14 المطلب الثالث: في تلاوة الأحاديث المشتملة على مناقب الميت ومصائبه 45
15 المطلب الرابع: في الجلوس حزنا على الموتى من أهل الحفائظ والأيادي المشكورة 48
16 المطلب الخامس: في الانفاق عن الميت في وجوه البر والاحسان 51
17 فصل 53
18 فصل 87
19 المجالس الفاخرة في مآتم العترة الطاهرة 121
20 التعريف الكتاب 123
21 مقدمة الكتاب 127
22 المجلس الأول: في البكاء 128
23 المجلس الثاني: في الرثاء 138
24 المجلس الثالث: في تلاوة الأحاديث 149
25 المجلس الرابع: في الجلوس حزنا على الموتى 155
26 المجلس الخامس: في الانفاق صدقة عن الميت 161
27 * الفصل الأول فيما يتلى بتمامه صبيحة العاشر من المحرم، ويتلى مجالس متعددة في سائر أيام العشر، أو في باقي أيام السنة، فهو ليوم العاشر مجلس واحد، ولغيره اثنا عشر مجلسا 167
28 المجلس الأول 169
29 المجلس الثاني 176
30 المجلس الثالث 181
31 المجلس الرابع 185
32 المجلس الخامس 194
33 المجلس السادس 200
34 المجلس السابع 207
35 المجلس الثامن 212
36 المجلس التاسع 225
37 المجلس العاشر 230
38 المجلس الحادي عشر 234
39 المجلس الثاني عشر 240
40 الفصل الثاني في هدي النبي صلى الله عليه وآله وسيرته وذكر خصائصه المقدسة 251
41 المجلس الثالث عشر 253
42 المجلس الرابع عشر 259
43 المجلس الخامس عشر 263
44 المجلس السادس عشر 267
45 المجلس السابع عشر 272
46 المجلس الثامن عشر 277
47 المجلس التاسع عشر 280
48 المجلس العشرون 284
49 المجلس الحادي والعشرون 287
50 المجلس الثاني والعشرون 290
51 المجلس الثالث والعشرون 294
52 المجلس الرابع والعشرون 299
53 الفصل الثالث في سيرة أمير المؤمنين عليه السلام ومواعظه وارشاداته 303
54 المجلس الخامس والعشرون 305
55 المجلس السادس والعشرون 313
56 المجلس السابع والعشرون 316
57 المجلس الثامن والعشرون 321
58 المجلس التاسع والعشرون 324
59 المجلس الثلاثون 327
60 المجلس الحادي والثلاثون 330
61 المجلس الثاني والثلاثون 333
62 المجلس الثالث والثلاثون 339
63 المجلس الرابع والثلاثون 342