والسالب لحلي فاطمة بنت الحسين (1) عليه السلام، إبك لبكاء العسكر بأجمعه، فقد شهدت كتب السير بكائهم، مع خبث أمهاتهم وآبائهم، أيحسن منك - وأنت مسلم - أن يصاب رسول الله صلى الله عليه وآله بهذه الفجائع، وتحل بساحته تلك القوارع، ثم تتخذها ظهريا، وتكون عندك نسيا، ما هذا شأن أهل الوفاء، ولا بهذا تكون المواساة لسيد الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم.
ثم إن الانقلاب الهائل، وتلك الأحوال المدهشة (من الخسوف والكسوف ورجفة الأرض، وظلمة الأفق وتهافت النجوم، وحمرة السماء وبكاء الصخر الأصم دما، لم تكن إلا إظهارا لغضب الله عز وجل، وتنبيها على فظاعة الخطب، وتسجيلا لتلك النازلة في صفحات الأفق، لئلا تنسى على مر الليالي والأيام، وفيها من بعث الناس على استشعار الحزن وادثار الكآبة ما لا يخفى على أولي الألباب.