المطلب الثاني في رثاء الميت بالقريض ويظهر من القسطلاني في شرح [صحيح] البخاري (1) أن الجماعة يفصلون القول فيه، فيحرمون ما اشتمل منه على مدح الميت وذكر محاسنه، الباعث على تحريك الحزن وتهييج اللوعة، ويبيحون ما عدا ذلك، والحق إباحته مطلقا، إذ لا دليل هنا يعدل بنا عن مقتضى الأصل، والنواهي التي يزعمونها إنما يستفاد منها الكراهة في موارد مخصوصة على أنها غير صحيحة بلا ارتياب.
وقد رثى آدم عليه السلام ولده هابيل، واستمرت على ذلك ذريته إلى يومنا هذا بلا نكير. (2) وأقر رسول الله صلى الله عليه وآله أصحابه عليه مع إكثارهم من تهييج الحزن به، وتفننهم بمدائح الموتى فيه، وتلك مراثيهم منتشرة في كتب الأخبار،