كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس (1) وكربلاء (2) إلى أن قال: - ألا ومن كان باذلا فينا وهجته، موطئا على لقاء الله نفسه، فليرحل معنا فإني راحل مصبحا إن شاء الله تعالى.
وقوله - كما في الملهوف وغيره -: لولا تقارب الأشياء، وهبوط الأجل (3) لقاتلتهم بهؤلاء (4)، ولكني أعلم يقينا أن من هناك مصرعي ومصرع أصحابي، لا ينجو منهم إلا ولدي علي (5).
وجوابه لأخيه محمد بن الحنفية إذ قال له - كما في الملهوف وغيره -: يا أخي، ألم تعدني النظر فيما سألتك؟
قال: بلى، ولكن أتاني رسول الله صلى الله عليه وآله بعدما فارقتك، فقال:
يا حسين، أخرج، فإن الله قد شاء أن يراك قتيلا.
فقال ابن الحنفية: إنا لله وإنا إليه راجعون، فما معنى حملك هذه النسوة وأنت تخرج على مثل هذا الحال؟