في مدرسة النجف العلمية وشق طريقه على يد أساتذة فطاحل شهد لهم بعلو المقام، فقد درس على يد فحول الحوزة العلمية في النجف وسامراء كالمرحوم الملا كاظم الخراساني، والمرحوم السيد كاظم الطباطبائي وشيخ الشريعة الأصفهاني، والشيخ محمد طه نجف، والشيخ حسن الكربلائي والسيد إسماعيل الصدر، والسيد حسن الصدر، وغيرهم من أعلام الدين وأئمة العلم..
ومرت عليه مرحلة كان يتنقل خلالها في رياض العلم والفضل والأدب حتى إذا ما استوفى نصيبه من هذه المناهل العلمية والأدبية، كان من أولئك الأفراد الذين لمع نجمهم في الأوساط الدينية بمكانته العلمية.
وكان - رحمه الله - كثير السؤال والمذاكرة والاستفسار عن مشاكل المسائل كلما اجتمع بعالم كبير يبرز منه الدقة وحب المناظرة والإفادة.
قال رحمه الله في ترجمته من كتابه " بغية الراغبين " ما نصه: " أما في العلوم العربية فقد كان ممن لا يجارى فيها - ويقصد بذلك جده آية الله المرحوم السيد الهادي - ولا سيما في علمي المعاني والبيان، إذ بان شأنه فيهما، كنت استصبح بضوئه فيما لم اعتد إليه من معضلات " المطول " للمحقق التفتازاني فيهديني إليها بنور بيانه وسطوع حجته، فإذا هي كالشمس في ريعان الضحى، وكم كنت أرجع إليه في مشكلات المنطق والعلوم العربية فيثلج غلتي بما ينفيه عني من معتلج الريب، ويميطه من حجاب الشبهة، وكان على جلالته وشيخوخته يقبل على مباحثتي بانبساطه، ويسترسل إلى مناظرتي بأنسه.... ".
عودته إلى جبل عامل:
عاد بعد ذلك إلى جبل عامل وهو في الثانية والثلاثين من عمره، واستقبلته مدينته استقبالا رائعا، وحط فيها موفور الكرامة، محترم الجانب، رفيع المقام،