المطلب الرابع في الجلوس حزنا على الموتى من أهل الحفائظ والأيادي المشكورة وحسبك في رجحان ذلك ما تواتر عن رسول الله صلى الله عليه وآله من الحزن الشديد على عمه أبي طالب وزوجته الصديقة الكبرى أم المؤمنين عليهما السلام، وقد ماتا في عام واحد فسمي " عام الحزن " وهذا معلوم بالضرورة من أخبار الماضين.
وأخرج البخاري - في باب من جلس عند المصيبة يعرف فيه الحزن من الجزء الأول من صحيحه - بالإسناد عن عائشة قالت: لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم قتل زيد بن حارثة وجعفر وابن رواحة جلس - أي في المسجد كما في رواية أبي داود (1) - يعرف فيه الحزن.
وأخرج البخاري في الباب المذكور أيضا عن أنس قال: قنت (2) رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا حين قتل القراء (3) فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حزن حزنا قط أشد منه. (4) الحديث.