[المجلس الثاني والعشرون] سار رسول الله صلى الله عليه وآله إلى خيبر في المحرم الحرام سنة سبع للهجرة في ألف وأربعمائة مقاتل، ومعهم مائتا فرس، وكانت الوقعة في صفر، والفتح فيها لأمير المؤمنين عليه السلام بلا ارتياب، وظهر من فضله في هذه الغزوة ما أجمع على نقله المسلمون، واختص فيها من المناقب بما لم يشاركه فيه أحد من العالمين، وذلك أنه قد اتفقت كلمة أهل الأخبار: على أن رسول الله صلى الله عليه وآله أعطى الراية فيها أبا بكر أولا فرجع، ثم أعطاها عمر ثانيا فرجع ولم يكن فتح.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله - كما في غزوة خيبر من صحيح البخاري -:
لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله.
قال: فبات الناس يدركون ليلتهم أيهم يعطاها، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وآله كلهم يرجو أن يعطاها.
فقال: أين علي بن أبي طالب؟
فقالوا: هو يا رسول الله يشتكي عينيه.
قال: فأرسلوا إليه، فأتي به فبصق رسول الله صلى الله عليه وآله في عينيه ودعا له فبرئ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية... إلى آخر الحديث. (1)