المجالس الفاخرة في مصائب العترة الطاهرة - السيد شرف الدين - الصفحة ٢٦٧
[المجلس السادس عشر] لما قدم النبي صلى الله عليه وآله إلى المدينة تعلق الناس بزمام الناقة فقال: دعوها فإنها مأمورة فعلى باب من بركت فأنا عنده.
فأطلقوا زمامها وهي تهف في السير، فبركت على باب أبي أيوب خالد بن زيد الأنصاري (1) رضي الله تعالى عنه، ولم يكن في المدينة أفقر منه، فانقطعت قلوب الناس حسرة على مفارقة النبي صلى الله عليه وآله، ونادى أبو أيوب:
يا أماه افتحي الباب، فقد قدم سيد البشر، وأكرم ربيعة ومضر، ففتحت الباب وقالت:
وا حسرتاه، ليت لي عينا أبصر بها وجه سيدي رسول الله صلى الله عليه وآله وكانت عمياء، فكان أول معجزة للنبي في المدينة أنه صلى الله عليه وآله وضع كفه الشريفة على وجه أم أيوب فانفتحت عيناها. (2)

(١) هو خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد عوف النجار، أبو أيوب الأنصاري، معروف باسمه وكنيته، من السابقين، شهد العقبة وبدرا وما بعدها، ونزل عليه النبي صلى الله عليه وآله لما قدم المدينة، استخلفه الإمام علي عليه السلام على المدينة لما خرج إلى العراق، ثم لحق به وشهد معه قتال الخوارج.
وروي عن سعيد بن المسيب أن أبا أيوب أخذ من لحية رسول الله صلى الله عليه وآله شيئا، فقال له: (لا يصيبك السوء يا أبا أيوب).
أنظر: الإصابة ٢: ١٩٩ - ٢٠١ ترجمة رقم (٢١٦٨)، تجريد أسماء الصحابة ١: ١٥٠، تقريب التهذيب ١: ٢١٣.
(٢) مناقب آل أبي طالب ١: ١٣٣، بحار الأنوار ١٩: ١٢١ ح 7.
(٢٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 ... » »»
الفهرست