وأضحى المسلمون أمة من الأمم التالفة، إذ لو بقي المنافقون على ما كانوا عليه من الظهور للعامة بالنيابة عن رسول الله والنصح لدينه صلى الله عليه وآله، وهم أولياء السلطة المطلقة والإرادة المقدسة لغرسوا من شجرة النفاق ما أرادوا وبثوا من روح الزندقة ما شاؤوا وفعلوا بالدين ما توجبه عداواتهم له وارتكبوا من الشريعة كل أمر يقتضيه نفاقهم.
وأما وشيبة الحسين عليه السلام المخضوبة بدمه الطاهر، لولا ما تحمله سلام الله عليه في سبيل الله ما قامت لأهل البيت عليهم السلام - وهم حجج الله - قائمة، ولا عرفهم - وهم أولوا الأمر - ممن تأخر عنهم أحد، لكنه - بأبي وأمي - فضح المنافقين، وأسقطهم من أنظار العالمين، واستلفت الأبصار مصيبته إلى سائر مصائب أهل البيت، واضطر الناس بحلول هذه القارعة إلى البحث عن أساسها، وحملهم على التنقيب عن أسبابها، والفحص عن جذرها وبذرها واستنهض الهمم إلى حفظ مقام أهل البيت عليهم السلام، وحرك الحمية على الانتصار لهم، لأن