المجالس الفاخرة في مصائب العترة الطاهرة - السيد شرف الدين - الصفحة ٢٧٢
[المجلس السابع العشر] عن أنس بن مالك قال: كان إذا فقد رسول الله صلى الله عليه وآله الرجل سأل عنه، فإن كان غائبا دعا له، وإن كان شاهدا زاره، وإن كان مريضا عاده. (1) وعن جابر بن عبد الله الأنصاري (2)، قال: بينا أنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله في بعض غزواته إذ أعيا ناضحي تحت الليل، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله في أخريات الناس يلاحظ الضعيف فانتهى إلي وأنا أقول:
يا لهف أماه ما زال الناضح بسوء.
فقال: من هذا؟
فقلت: أنا جابر بأبي وأمي يا رسول الله.
قال: ما شأنك؟
قلت: أعيا ناضحي.
فقال: أمعك عصا؟
قلت: نعم.
فضربه صلى الله عليه وآله ثم بعثه، ثم أناخه، ووطئ على ذراعه، وقال:
اركب، فركبت وسايرته فجعل جملي يسبق جمله، فاستغفر لي تلك الليلة

(١) مكارم الأخلاق ١: ٥٥ ح ٣٤، بحار الأنوار ١٦: ٣٣٣.
(٢) جابر بن عبد الله بن عمرو بن حزام الخزرجي الأنصاري السلمي، المتوفى سنة ٧٨ ه‍، صحابي، روى عن النبي صلى الله عليه وآله الكثير، وروى عنه جماعة من الصحابة، غزا تسع عشرة غزوة، كانت له في أواخر أيامه حلقة في المسجد النبوي يؤخذ عنه العلم.
أنظر: رجال الشيخ: ٧٢، الأعلام ١: ٢١٣، تهذيب الأسماء 1: 142.
(٢٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 ... » »»
الفهرست