المجالس الفاخرة في مصائب العترة الطاهرة - السيد شرف الدين - الصفحة ١١٨
يدعى (أجأ) (1) امتنعنا والله به من ملوك غسان وحمير، ومن النعمان بن المنذر، ومن الأسود والأحمر، والله ما دخل علينا فيه ذل قط، فأسير معك حتى أنزلك القرية، ثم نبعث إلى الرجال ممن ب‍ (أجأ) و (سلمى) من طئ، فوالله لا يأتي عليك عشرة أيام حتى تأتيك طئ رجالا وركبانا، ثم أقم فينا ما بدا لك، فإن هاجك هيج فأنا زعيم لك بعشرين ألف طائي يضربون بين يديك بأسيافهم، والله لا يوصل إليك أبدا ومنهم عين تطرف.
فقال له: جزاك الله وقومك خيرا، وأبى أن ينصرف عن مقصده.
وأنت تعلم أنه لو كان له رغبة في غلبة، أو ميل إلى سلطان، لكان لكلام الطرماح وقع في نفسه عليه السلام، ولظهر منه الميل إلى ما عرضه عليه، لكنه - بأبي وأمي - أبى إلا الفوز بالشهادة، والموت في إحياء دين الإسلام، وقد صرح بذلك فيها تمثل به، إذ قال له الحر: أذكرك الله في نفسك، فإني أشهد لئن قاتلت لتقتلن.
فقال عليه السلام - كما في تاريخ الطبري وغيره (2) -:
سأمضي وما بالموت عار على الفتى * إذا ما نوى حقا وجاهد مسلما وواسى الرجال الصالحين بنفسه * وفارق مثبورا وخالف مجرما وحسبك في إثبات علمه من أول الأمر بما انتهت إليه حال ما سمعته من إخبار النبي صلى الله عليه وآله بقتله في شاطئ الفرات بموضع يقال له: كربلاء وبكائه عليه، ونداء أمير المؤمنين عليه السلام لما حاذى نينوى وهو منصرف إلى

(١) قال الزمخشري: أجأ وسلمى جبلان... و " أجأ " سمي باسم رجل وسمي " سلمى " باسم امرأة، وقد تغنى الشعراء بقصة حبهما. (معجم البلدان ١: ٩٤ - ٩٩). (٢) تاريخ الطبري: ٥: ٢٣٨، تاريخ ابن الأثير 6: 213.
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 123 124 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 5
2 ترجمة المؤلف 7
3 ولادته ونشأته 7
4 دراسته العلمية 7
5 عودته إلى جبل عامل 8
6 أسفاره 9
7 مؤلفاته 10
8 وفاته ومدفنه 12
9 عملنا في الكتاب 13
10 المقدمة الزاهرة لكتاب المجالس الفاخرة 17
11 مقدمة المؤلف 19
12 المطلب الأول: في البكاء 21
13 المطلب الثاني: في رثاء الميت بالقريض 33
14 المطلب الثالث: في تلاوة الأحاديث المشتملة على مناقب الميت ومصائبه 45
15 المطلب الرابع: في الجلوس حزنا على الموتى من أهل الحفائظ والأيادي المشكورة 48
16 المطلب الخامس: في الانفاق عن الميت في وجوه البر والاحسان 51
17 فصل 53
18 فصل 87
19 المجالس الفاخرة في مآتم العترة الطاهرة 121
20 التعريف الكتاب 123
21 مقدمة الكتاب 127
22 المجلس الأول: في البكاء 128
23 المجلس الثاني: في الرثاء 138
24 المجلس الثالث: في تلاوة الأحاديث 149
25 المجلس الرابع: في الجلوس حزنا على الموتى 155
26 المجلس الخامس: في الانفاق صدقة عن الميت 161
27 * الفصل الأول فيما يتلى بتمامه صبيحة العاشر من المحرم، ويتلى مجالس متعددة في سائر أيام العشر، أو في باقي أيام السنة، فهو ليوم العاشر مجلس واحد، ولغيره اثنا عشر مجلسا 167
28 المجلس الأول 169
29 المجلس الثاني 176
30 المجلس الثالث 181
31 المجلس الرابع 185
32 المجلس الخامس 194
33 المجلس السادس 200
34 المجلس السابع 207
35 المجلس الثامن 212
36 المجلس التاسع 225
37 المجلس العاشر 230
38 المجلس الحادي عشر 234
39 المجلس الثاني عشر 240
40 الفصل الثاني في هدي النبي صلى الله عليه وآله وسيرته وذكر خصائصه المقدسة 251
41 المجلس الثالث عشر 253
42 المجلس الرابع عشر 259
43 المجلس الخامس عشر 263
44 المجلس السادس عشر 267
45 المجلس السابع عشر 272
46 المجلس الثامن عشر 277
47 المجلس التاسع عشر 280
48 المجلس العشرون 284
49 المجلس الحادي والعشرون 287
50 المجلس الثاني والعشرون 290
51 المجلس الثالث والعشرون 294
52 المجلس الرابع والعشرون 299
53 الفصل الثالث في سيرة أمير المؤمنين عليه السلام ومواعظه وارشاداته 303
54 المجلس الخامس والعشرون 305
55 المجلس السادس والعشرون 313
56 المجلس السابع والعشرون 316
57 المجلس الثامن والعشرون 321
58 المجلس التاسع والعشرون 324
59 المجلس الثلاثون 327
60 المجلس الحادي والثلاثون 330
61 المجلس الثاني والثلاثون 333
62 المجلس الثالث والثلاثون 339
63 المجلس الرابع والثلاثون 342