ذهبت فيها عريضة، يعني الأرض.
هذا مع فقد العلم بمقام واحد أغنوا (1) فيه عن الإسلام، أو بارزوا فيه قرنا، أو قتلوا بطلا معروفا على جهة الانفراد به أو المشاركة فيه، وثبوت ذلك لأضعف المسلمين ومن لا يعرف بشجاعة.
وإذا انتفت (2) عنهم الشجاعة التي يجب كون الإمام عليها، لكونه... (3) في الحرب - بل بعض صفات الشجاعة التي لو ثبتت لهم لم تنفع - خرجوا عن صفة من يصلح للإمامة.
وأما سداد الرأي في السياسة:
فبراء منه في سياسة الدين والدنيا.
أما سياسة الدين فجميع ما قدحنا به في عدا للهم من الأفعال الواقعة قبل العقد وما نذكره من ذلك بعده دال على قبيح سياستهم في الدين وموضح عن سوء رأيهم في المسلمين.
وأما سياسة الدنيا فلو صح رأيهم فيها لم ينفع، لأن المطلوب حسن سياسة الدين وما يتعلق به، دون الدنيا التي لا تعلق لها بالدين.
على أنهم لم يحسنوا سياسة الدنيا، لأن الداعي إلى فعل القبيح الانتفاع به، والإقدام عليه لا لانتفاع به ولا دفع الضرر (4) جهل مفرط وسوء رأي، وقد دللنا على قبح ولايتهم، لخلافها لمدلول الأدلة، فاقتضى ذلك خسران الآخرة، وكونهم عالمين بذلك إن كانوا ممن يعتقدها، وإلا يكونوا فالحجة ألزم.
ولم نجدهم استعملوا نفعا يجوز لمثله أن يختار العاقل القبيح، بل كانوا من التقلل