القرآن له، حتى تلا عليه أبو بكر ﴿إنك ميت وإنهم ميتون﴾ (1)، فقال: كأني لم أسمعها، وهذا يدل على عظيم الجهل وشديد البعد عن سماع القرآن.
ومنه: جهله بموجب الحدود التي يختصه فرضها، حتى أمر مرة برجم الحامل، حتى منعه من ذلك أمير المؤمنين عليه السلام، وروي أنه معاذ، وقال له: إن يكن لك عليها سبيل فلا سبيل لك على ما في بطنها، فرجع عن رجمها.
وأخرى: برجم المجنونة - مع إجماع الأمة عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال:
رفع القلم عن ثلاث: عن الصبي حتى يبلغ، وعن النائم حتى ينتبه، وعن المجنون حتى يفيق - حتى نبهه أمير المؤمنين عليه السلام على ذلك، فرجع عنه.
وأخرى: أنه وجد على زعمه رجلا يفجر بامرأة، فأخذهما ليجلدهما، فلقيه أمير المؤمنين عليه السلام، فقال: ما لك ولهما؟ فقال: يا أبا الحسن وجدت هذا الرجل يفجر بهذه، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: عليك البينة، وإلا فلهما في جنبك حدان، إلا أن يعفوا، فاستعفاهما فعفوا، فقال: لولا على هلك عمر.
وجهله بما يجب في المملصة (2) حتى أفتاه أمير المؤمنين عليه السلام بلزوم الدية على عاقلته، ففضها لوقته على بني عدي، وقال: لولا علي هلك عمر.
وهذه أمور لا يجهلها من له أدنى أنس بالأحكام، فضلا عن العالم المبرز.
ومنه: جهله بالحكم في المنيرة بن شعبة، ووجوب تعزيره باتفاق.
ومنه: تكميله الحد على ابنه بعد الوفاة، وجهله بسقوط الحد عن الأموات.
ومنه: جهله بأن الثابت من دين النبي صلى الله عليه وآله لا يجوز نسخه برأي ولا اجتهاد، حتى أقدم على تحريم متعة النساء برأيه، المعلوم تحليلها من زمن النبي صلى الله عليه وآله، وقد اعترف بذلك في قوله، ومتعة الحج، المنطوق بها في القرآن المجمع على صحتها.