والواحد غير الظاهر أن عارضه مرجح آخر من الغلبة أو خروج الكلمة عن الأصول اختلف فيه: هل يحكم به أو بالمرجح [الاخر]؟ وان لم يعارضه فهل يحكم بالاشتقاق أو بكون الأصل أصالة الحروف؟ فيه تردد وما فوق الواحد ان كانا ظاهرين احتملهما كأولق وإن كان أحدهما ظاهرا دون الاخر فالأولى ترجيح الظاهر كما في مؤونة وسرية وان كانا خفيين وفيه مرجح آخر فهل يحكم بأحدهما أو بالمرجح الاخر؟ فيه التردد المذكور فان حكم بهما: فان استويا احتملهما وإن كان أحدهما أظهر حكم به وان لم يكن فيه مرجح آخر حكم بهما على الوجه المذكور وانما قدم الاشتقاق المحقق على الغلبة وعدم النظير وكون الأصل أصالة الحروف لان المراد بالاشتقاق كما ذكرنا اتصال إحدى الكلمتين بالأخرى كضارب بالضرب أو اتصالهما بأصل كضارب ومضروب بالضرب وهذا الاتصال أمر معنوي محقق لا محيد عنه بخلاف الخروج عن الأوزان فإنه ربما تخرج الكلمة عن الأوزان بنظر جماعة من المستقرئين ولا تخرج في نفس الامر إذ ربما لم يصل إليهم بعض الأوزان وبتقدير الخروج عن جميع الأوزان يجوز أن تكون الكلمة شاذة الوزن وكذا مخالفة غلبة الزيادة لا تؤدى إلى مستحيل بل غاية أمرها الشذوذ ومخالفة الأكثر وكذا مخالفة كون أصل الحروف الأصالة ثم إن فقدنا الاشتقاق ظاهرا أو خفيا نظرنا: فإن كان حرف الكلمة الذي هو من حروف (سألتمونيها) من الغوالب في الزيادة كما سيجئ أو كان الحكم بأصالة ذلك الحرف يزيد بناء في أبنية الرباعي أو الخماسي الأصول أعني المجردة عن الزائد أي الامرين كان حكمنا بزيادة ذلك الحرف ولا نقول: إن الأصل أصالة الحرف لان الامرين المذكورين مانعان من ذلك الأصل
(٣٥٦)