واما الألف المحذوفة في المقصور في الأحوال الثلاث للساكنين فإنك تردها في حال الوقف في الأحوال الثلاث لزوال الساكن الأخير: أي التنوين لان الألف أخف من كل خفيف فاعتبرت زوال التنوين في المقصور مع عروضة لأن اعتباره كان يؤدى إلى كون حال الوقف على وجه مستثقل وقد رأيت كيف عمم سيبويه علة رد الألف التي هي اللام حالات الرفع والنصب والجر لأنها كانت محذوفة في الحالات الثلاث للساكنين ولا يعطى كلام سيبويه ما نسب إليه لا تصريحا ولا تلويحا وما نسب إليه مذهب أبي على في التكملة وأقصى ما يقال في تمشيته ان يقال: إن فتى في قولك في الوقف (جاءني فتى) و (مررت بفتى) و (رأيت فتى) كان في الأصل فتى وفتى وفتيا حذف التنوين في الرفع والجر كما يحذف في الصحيح وسكن اللام للوقف ثم قلبت ألفا لعروض السكون فكأنها متحركة مفتوح ما قبلها واما في حالة النصب فقد قلبت التنوين ألفا للوقف ثم قلبت اللام ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها ثم حذفت الألف الأولى للساكنين كما هو حق الساكنين إذا التقيا واولهما مد وهذا كله خبط لأنك وقفت على الكلمة ثم اعللتها ونحن نعرف ان الوقف عارض للوصل والكلمة في حال الوصل معلة بقلب لامها ألفا وحذفها للساكنين فلم يبق في المقصور إذن في الوقف الا مذهبان: أحدهما أنك إذا حذفت التنوين رددت اللام الذي حذفته لأجله مع عروض حذف التنوين وذلك لاستخفاف الألف والفتحة كما ذكر سيبويه واستدل السيرافي على كون الألف لام الكلمة في الأحوال بمجيئها رويا في النصب قال:
87 - ورب ضيف طرق الحي سرى صادف زادا وحديثا ما اشتهى