الوقف بل يحذف في الرفع والجر حتى يصير الحرف الذي قبله آخر الكلمة فيحذف حركته وانما حذف التنوين في الرفع والجر لأنك قصدت كون لكلمة في الوقف أخف منها في الوصل لان الوقف للاستراحة ومحل التخفيف الأواخر لان الكلمة تتثاقل إذا وصلت إلى آخرها والتنوين كحرف الكلمة الأخير من حيث كونها على حرف ساكن مفيد للمعنى في الكلمة المتلوة وإن كانت في الأصل كلمة برأسها فهي: أي التنوين: إما ان تخفف بالقلب كما هو لغة أزد السراة وهو قلبهم المضموم ما قبلها واوا والمكسور ما قبلها ياء وهو مكروه لان الواو ثقيل على الجملة ولا سيما المضموم ما قبلها في الاخر وكذا الياء واما ان تحذف فاختير الحذف على القلب وسهله كون التنوين فضلة على جوهر الكلمة في الحقيقة وإذا كان يحذف الياء المكسور ما قبلها في نحو القاضي للوقف وهي من جوهر الكلمة فما ظنك بالتنوين؟ فلما خففت الكلمة بحذف حرف كجزئها كان تخفيفها بحذف ما هو أشد اتصالا بها منه - أعني الضم والكسر اللذين هما جزءا الحرفين أعني الواو والياء - أولي واما في المنصوب المنون فتخفيف الكلمة غاية التخفيف يحصل من دون حذف التنوين وذلك بقلبها ألفا إذ الألف أخف الحروف وكذلك في المثنى وجمع سلامة المذكر يحصل التخفيف فيهما بحذف حركة النون فقط
(٢٧٤)