شرح شافية ابن الحاجب - رضي الدين الأستراباذي - ج ٢ - الصفحة ٢٧٠
لا وائلها بالوسط عدم استقلال ما قبلها واستحالة الوقف عليه وقولك أهو واهي؟ أقل استعمالا من وهو وفهو ووهى وفهى فلهذا كان التخفيف فيه أقل وقولك: لهو ولهى مثل فهو وفهى يجوز تخفيف الهاء فيه على ما قرئ به في الكتاب العزيز واما نحو ليفعل - بلام كي - فلم يجز فيه التخفيف لقلة استعمالها وتحريك هاء وهي بعد اللام وبعد الواو والفاء وكذا تحريك لام الامر بعدهما هو الأصل قال سيبويه: وهو جيد بالغ وقرا الكسائي وغيره (ثم ليقضوا تفثهم) باسكان لام الامر على تشبيه ثم بالواو والفاء لكونها حرف عطف مثلهما واستقبح ذلك البصريون لان ثم مستقلة يوقف عليها وقرئ في الشواذ (ان يمل هو) باسكان الهاء يجعل (لهو) كعضد وهو قبيح لان يمل كلمة مستقلة ولا يمكن تشبيهها بحرف العطف كما شبه به ثم وقوله:
* فبات منتصبا وما تكردسا (1) * أولي من مثله لكونه في كلمة واحدة.
قوله (فصيح) أي: يستعمله الفصحاء بخلاف (ان يمل هو) ونحو قوله (بات منتصبا) وذلك لكثرة الاستعمال في الأول قوله (وشبه به أهو) لكون الهمزة على حرف وان لم يكثر استعمالها مع هو وهي كاستعمال الواو والفاء معهما فلهذا كان التخفيف في أهو واهي أقل

(1) قد تقدم الكلام في شرح هذا البيت (ح‍ 1 ص 45). وقد استشهد به هنا على أن التخفيف بالاسكان في (منتصبا) أولي من التخفيف بالاسكان في (ان يمل هو) لان الأول في كلمة واحدة والثاني في كلمتين مع أن الكل شاذ
(٢٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 ... » »»
الفهرست