شرح شافية ابن الحاجب - رضي الدين الأستراباذي - ج ٢ - الصفحة ٢٦٣
بكسر ضم الهمزة اتباعا لكسر نون الساقين كما انبعوا الأول الثاني في انبؤك ومثله قوله تعالى (في أمها) (1) بكسر الهمزة في بعض القراءات وقولهم: ويلمها (2) بكسر اللام أصله: وى لامها حذفت الهمزة شاذا:
(١) هذا بعض آية من سورة القصص وهي (وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا بتلو عليهم آياتنا وما كنا مهلكي القرى الا وأهلها ظالمون) (٢) قال في اللسان: (ورجل ويلمه وويلمه (بكسر اللام في الأولى وضمها في الثانية) كقولهم في المستجاد: ويلمه يريدون ويل أمه كما يقولون: لأب لك يريدون لا أب لك فركبوه وجعلوه كالشئ الواحد... ثم قال: وفى الحديث في قوله لأبي بصير (ويلمه مسعر حرب) تعجبا من شجاعته وجرأته واقدامه ومنه حديث على (ويلمه كيلا بغير ثمن لو أن له وعى) أي يكيل العلوم الجمة بلا عوض الا انه لا يصادف واعيا وقيل: وى كلمة مفردة ولامه مفردة وهي كلمة تفجع وتعجب وحذفت الهمزة من أمه تخفيفا وألقيت حركتها على اللام وينصب ما بعدها على التمييز والله أعلم) اه وقال الشهاب الخفاجي في شفاء الغليل (ص ٢٣٨ الطبعة الوهبية): (ويلمه: أصله للدعاء عليه ثم استعمل في التعجب مثل قاتله الله وكذا وقع في الحديث كما في الكرماني وفى المقتضب لابن السيد (يريد الاقتضاب شرح أدب الكتاب: أنظره (ص 365)) يروى بكسر اللام وضمها فمن كسر اللام ففيه ثلاثة أوجه: أحدها ان يكون ويل أمه بنصب ويل واضافته إلى الام ثم حذف الهمزة لكثرة الاستعمال وكسرت لامه اتباعا لكسرة ميمه والثاني ان يكونوا أرادوا ويل لامه برفع ويل على الابتداء ولامه خبر وحذفت لام ويل وهمزة أم كما قالوا:
أيش لك يريدون أي شئ لك واللام المكسورة لام الجر والثالث ان يريدوا (وى) التي في قول عنترة:
ولقد شفى نفسي وابرأ مقمها * قول الفوارس ويك عنتر أقدم فيكون على هذا قد حذفت همزة أم لا غير واللام جارة وهذا أحسن الوجوه لأنه أقل للحذف همزة أم لاغير واللام جارة وهذا أحسن الوجوه لأنه أقل للحذف والتغيير وأجاز ابن جنى أن تكون اللام المسموعة لام ويل على أن تكون حذفت همزة أم ولام الجر وكسر لام ويل اتباعا لكسرة الميم وهو بعيد جدا واما من رواه بضم اللام فان ابن جنى أجاز فيه وجهين أحدهما انه حذفت الهمزة واللام وألقيت ضمة الهمزة على لام الجر كما حكى عنهم (الحمد لله) بضم لام الجر وهي قراءة إبراهيم بن أبي عبلة الشامي والثاني: ان يكون حذف الهمزة ولام الجر وتكون اللام المسموعة هي لام ويل لا لام الجر وقال الامام المرزوقي: الاختيار في ويل إذا أضيف باللام الرفع وإذا أضيف بغير اللام النصب يقولون. ويل لزيد وويل زيد فاما قولهم: ويلمه فقد حذفت الهمزة من أمه فيه حذفا لكثرته على ألسنتهم ولا يجوز أن تكون الضمة في اللام منقولة إليها من الهمزة لان ذلك يفعل إذا كان ما قبلها ساكنا كقولك من بوه (بحذف همزة أبوه بعد نقل حركتها إلى نون من) وإذا كان كذلك فقد ثبت انها غيرها والشئ إذا خفف على غير القياس يجرى على المألوف فيه) اه