912 - أم هل كبير بكى لم يقض عبرته * إثر الأحبة يوم البين مشكوم 1 وقال الله تعالى: (أم من يجيب المضطر إذا دعاه) 2، وقال الشاعر:
أم كيف ينفع ما تعطي العلوق به * رئمان أنف إذا ما ضن باللبن 3 - وغير ذلك، وإذا جاءت (أم) بعد اسم الاستفهام، فلا بد من إعادة ذلك الاسم بعد ( أم)، نحو: من يطعمني، أم من يستقيني، و: أين آكل أم أين أشرب، إذا قصدوا إشراك ما بعد أم، فيه 4، فلا يجوز: من يطعمني أم يسقيني، وإن لم يقصد إشراكه فيه، نحو:
من يطعمني أم يسقيني زيد، جاز، وإنما وجب إعادته مع الأشراك فيه، لأن (أم) منقطعة، إذا المتصلة لا بد لها من تقدم الهمزة، وأم المنقطعة حرف استئناف وهي بمعنى (بل) وساذج الاستفهام الذي هو معنى الهمزة، فلا تفيد معنى الأسماء الاستفهامية المتقدمة، لأن معناها : أشياء مقرونة بمعنى الاستفهام فإذا قصدت معناها ولم يستفد من (أم) لا بالعطف، لأن المنقطعة حرف استئناف، كما ذكرنا، ولا بالتضمين، كما تضمنت معنى الهمزة، لم يكن لك بد من التصريح بها بعد (أم)، وأما (هل)، فيجوز فيها ترك الإعادة، لأنها لساذج الاستفهام كالهمزة، ويجوز الإعادة تشبيها بأخواتها الاسمية في عدم العراقة وقد جمعهما الشاعر في قوله:
913 - هل ما علمت وما استودعت مكتوم * أم حبلها إذ نأتك اليوم مصروم أم هل كبير بكى لم يقض عبرته * إثر الأحبة يوم البين مشكوم وربما أبدلت هاء (هل) همزة، ،