ففيه، إذن، ثلاثة معان مجتمعة: التحقيق، والتوقع والتقريب، وقد يكون مع التحقيق: التقريب فقط، ويجوز أن تقول: قد ركب، لمن لم يكن يتوقع ركوبه، ولا تدخل على الماضي غير المتصرف، كنعم وبئس وعسى وليس، لأنها ليست بمعنى الماضي حتى تقرب معناها من الحال، وتدخل، أيضا، على المضارع المجرد من ناصب وجازم وحرف تنفيس، فينضاف إلى التحقيق في الأغلب: التقليل، نحو: ان الكذوب قد يصدق، أي، بالحقيقة يصدر منه الصدق، وإن كان قليلا، وقد تستعمل للتحقيق مجردا عن معنى التقليل، نحو:
(قد نرى تقلب وجهك في السماء) 1، وتستعمل، أيضا، للتكثير في موضع التمدح، كما ذكرنا في (ربما) قال تعالى: (قد يعلم الله المعوقين) 2، وقال:
908 - قد أترك القرن مصفرا أنامله * كأن أثوابه مجت بفرصاد 3 ولا تفصل من الفعل، إلا بالقسم، نحو: قد والله لقوا الله 4، وقد، لعمري، قال كذا، وقد يغني عن الفعل دليل فيحذف بعدها، قال:
أزف الترحل غير أن ركابنا * لما تزل برحالنا وكأن قد 5 - 513 ،