تقدير الفعل بعد (لو) التي تليها (أن)، وقال السيرافي: ان الذي عندي : أنه لا يحتاج إلى تقدير الفعل، ولكن (أن) تقع نائبة عن الفعل الذي يجب وقوعه بعد (لو)، لأن خبر (أن)، إذن، فعل، ينوب لفظه عن الفعل بعد (لو)، فإذا قلت: لو أن زيدا جاءني، فكأنك قلت: لو جاءني زيد، قوله: (انطلقت موضع منطلق)، يعني أن (أن) إذا وقعت بعد (لو) المحذوف شرطها، فخبرها إن كان مشتقا وجب أن يكون فعلا، لأن الفعل المقدر، لابد له من مفسر، و (أن) لكونها دالة على معنى التحقيق والثبوت: تدل على معنى (ثبت)، فلزم أن يكون خبر (أن) فعلا ماضيا، لا اسم فاعل، ليكون كالعوض من لفظ الفعل المفسر، وأما المعنى فقد ذكرنا أن (أن) دلت عليه، وإن لم يكن مشتقا، جاز، للتعذر، كقوله تعالى: (ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام...) 1، وأما قوله تعالى: (يودوا لو أنهم بأدون في الأعراب) 2، فلأن (لو) بمعنى (أن) المصدرية، وليست بشرطية، لمجيئها بعد فعل دال على التمني، ومنهم من لا يشترط مجئ الفعل في خبر (أن) الواقعة بعد (لو)، وإن كان مشتقا، أيضا، كما ذهب إليه ابن مالك، قال الأسود بن يعفر:
915 - هما خيياني كل يوم غنيمة * وأهلكتهم لو أن ذلك نافع 3 وقال كعب:
،