شرح الرضي على الكافية - رضي الدين الأستراباذي - ج ٤ - الصفحة ٤٥٤
916 - أكرم بها خلة لو أنها صدقت * موعودها، أو لو أن النصح مقبول 1 ومع هذا، فلا شك أن استعمال الفعل في حيز خبر (أن) الواقعة بعد (لو) أكثر وإن لم يكن لازما، وإذا حصل الفعل، فالأكثر كونه ماضيا، لكونه كالعوض من شرط (لو)، الذي هو الماضي، وقد جاء مضارعا، قال:
917 - تمد بالأعناق أو تلويها * وتشتكي لو أننا نشكيها 2 وجواب (لو) إما فعل مجزوم بلم، نحو: لو ضربتني لم أضربك، أو ماض في أوله لام مفتوحة، وتحذف هذه اللام قليلا، وإن وقعت (لو) مع ما في حيزها صلة، فحذف اللام كثير، نحو:
جاءني الذي لو ضربته شكرني، وذلك للطول، وكذا إذا طال الشرط بذيوله، كقوله تعالى: (ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام) إلى قوله: (ما نقدت) 3، ولا يكون جواب (لو) اسمية، بخلاف جواب (إن)، لأن الاسمية صريحة في ثبوت مضمونها واستقراره، ومضمون جواب (لو) منتف ممتنع، كما ذكرنا، وأما قوله تعالى: (ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير) 4، فلتقدير القسم قبل (لو) وكون الاسمية جواب القسم لا جواب (لو)، كما في قوله تعالى: (وإن أطعتموهم ،

(1) هذا البيت من قصيدة بانت سعاد التي مدح بها كعب بن زهير، النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من الأبيات الأولى فيها، أي من مقدمتها الغزلية، وأكرم بها يعني ما أكرمها، والضمير يرجع إلى سعاد، وخلة بمعنى خليلة وصديقة، (2) هو رجز في وصف ما تعانيه الإبل من طول السفر، فهي تمد أعناقها وهذه عادة الإبل إذا أعيت، وقوله نشكيها بضم النون أي نزيل ما كان سببا في شكواها ولم يذكر أحد اسم قائل هذا الرجز، وقد أنشده ابن جني في الخصائص بدون نسبة، وأورده أبو زيد الأنصاري في النوادر، وغيرهما، ولم ينسبه أحد منهم، (3) إشارة إلى الآية السابقة من سورة لقمان، (4) الآية 103 سورة البقرة
(٤٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 449 450 451 452 453 454 455 456 457 458 459 ... » »»
الفهرست