يمينا لنعم السيدان وجدتما * على كل حال من سحيل ومبرم 1 - وقد يتقدم المخصوص على نعم وبئس، نحو: زيد نعم الرجل، وهو قليل، ومع ذلك يستعمل الفاعل بلام زائدة كما رأيت، أو مضمرا مفسرا بما بعده، كقول الأخطل، 747 - أبو موسى، فجدك نعم جدا * وشيخ الحي خالك، نعم خالا 2 وإنما لزم كون الفاعل مبهما مع تقدم المبتدأ، لأن تقدمه كالنادر، بالنسبة إلى تأخره، ويدخله، مقدما، نواسخ المبتدأ، نحو: كنت نعم الرجل، وظننتك نعم الرجل، والضمير في: جدك نعم جدا، لا يرجع إلى المبتدأ، وإلا لم يحتج إلى التفسير، بل هو ضمير قبل الذكر مفسر بما بعده، فالذي روي، وإن كان كالشاذ لقلته في نحو: مررت بقوم نعم بهم قوما، ونعموا قوما، ليس الضميران، أي: هم، والواو، براجعين إلى الموصوف وإلا، لم يفسرا، قوله: (مضمرا مميزا بنكرة منصوبة)، اعلم أن الضمير المبهم في نعم وبئس، على الأظهر الأغلب، لا يثنى ولا يجمع، ولا يؤنث، اتفاقا بين أهل المصرين، لعلتين:
إحداهما: عدم تصرف نعم وبئس، فلم يقولوا: نعما رجلين، ونعموا رجالا، ونعمت امرأة، لأن ذلك نوع تصرف، ولهذا أجازوا: نعم المرأة هند، وبئس المرأة دعد، كما أجازوا نعمت المرأة، لكن الحاق تاء التأنيث أهون من إلحاق علامتي التثنية والجمع، لأنها تلحق بعض الحروف، أيضا، كلات، وثمت، وربت، ولعلت، فلذلك اطرد:
نعمت المرأة، ولم يطرد: نعما رجلين ونعموا رجالا، والعلة الثانية: أن الضمير المفرد المذكر، أشد إبهاما من غيره، لأنك لا تستفيد منه، إذا لم يتقدمه ما يعود عليه، إلا ،