شرح الرضي على الكافية - رضي الدين الأستراباذي - ج ٤ - الصفحة ١٨٩
(وأضحى لاقتران مضمون الجملة بأزمانها، وبمعنى صار،) (وتكون تامة، وظل وبات لاقتران مضمون الجملة بوقتيهما،) (وبمعنى صار وما زال وما فتئ وما انفك لاستمرار خبرها) (لفاعلها مذ قبله، ويلزمها النفي، وما دام لتوقيت أمر بمدة) (ثبوت خبرها لفاعله، ومن ثم احتاج إلى كلام لأنه ظرف،) (وليس، لنفي مضمون الجملة حالا، وقيل مطلقا)، (قال الرضي:) شرع يذكر معاني هذه الأفعال الناقصة، ويذكر، أيضا، مجئ بعضها تاما أو زائدا، قال: فكان، تكون ناقصة بمعنيين: أحدهما ثبوت خبرها مقرونا بالزمان الذي تدل عليه صيغة الفعل الناقص، إما ماضيا، أو حالا، أو استقبالا، فكان، للماضي، ويكون للحال أو للاستقبال، وذهب بعضهم إلى أن (كان) يدل على استمرار مضمون الخبر في جميع الزمن الماضي، وشبهته قوله تعالى: (وكان الله سميعا بصيرا) 1 ، وذهل عن أن الاستمرار مستفاد من قرينة وجوب كون الله سميعا بصيرا، لامن لفظ ( كان)، ألا ترى أنه يجوز: كان زيد نائما نصف ساعة فاستيقظ، وإذا قلت: كان زيد ضاربا لم يفد الاستمرار، وقول المصنف: دائما أو منقطعا: رد على هذا القائل، يعني أنه يجئ دائما، كما في الآية، ومنقطعا كما في قولك: كان زيد قائما، ولم يدل لفظ (كان ) على أحد الأمرين، بل ذاك إلى القرينة، والمعنى الثاني: أن يكون بمعنى (صار)، وهو قليل بالنسبة إلى المعنى الأول، قال:
710 - بتيهاء قفر والمطي كأنها * قطا الحزن قد كانت فراخا بيوضها 2

(١) في الآية ١٣٤ سورة النساء، والأمثلة على ذا كثيرة في القرآن الكريم.
(2) قال البغدادي: انه من أبيات لابن أحمر، شاعر إسلامي مخضرم، وقبله:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة * صحيح السري والعيس تجري غروضها صحيح السري، أي غير جائر عن القصد، وتشبيه الإبل بالقطا التي تركت فراخها وهي خارجة من البيض، يراد به السرعة الزائدة،
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»
الفهرست