أقول 1: إذا كان (غدا) بمعنى مشى في الغداة، كقوله تعالى: (أن اغدوا، على حرثكم) 2، وراح بمعنى رجع في الرواح وهو ما بعد الزوال إلى الليل، نحو: راح إلى بيته، فلا ريب في تمامهما، وأما نحو قوله:
709 - ولا خالف دارية متغزل * يروح ويغدو داهنا يتكحل 3 فإن كانا بمعنى يدخل في الرواح والغداة، فهما أيضا تامان، والمنصوب بعدهما حال، وإن كانا بمعنى يكون في الغداة، فهما أيضا تامان، والمنصوب بعدهما حال، وإن كانا بمعنى يكون في الغداة والرواح فهما ناقصان، فلا منع، إذن، من كونهما ناقصين، ومن الملحقات: جاء، في: ما جاءت حاجتك، أي: ما كانت حاجتك ، و (ما) استفهامية، وأنت الضمير الراجع إليه، لكون الخبر عن ذلك الضمير مؤنثا، كما في:
من كانت أمك، ويروى برفع حاجتك على أنها اسم (جاءت) و (ما) خبرها، وأول من قال ذلك 4: الخوارج، قالوه لابن عباس رضي الله عنهما حين جاء إليهم رسولا من علي رضي الله عنه، ومنها (قعد) في قول الأعرابي: أرهف شفرته حتى قعدت كأنها حربة، أي صارت، قال الأندلسي: لا يتجاوز بهذين: أعني جاء، وقعد، الموضع الذي استعملتهما فيه العرب، وطرده 5 بعضهم، ،