شرح الرضي على الكافية - رضي الدين الأستراباذي - ج ٤ - الصفحة ١٨٤
أي: مكان القوم منتقل، وقال تعالى: (انه ظن أن لن يحور) 1، ولا بد في التامة أن يليها لفظة على، وإلى، ظاهرين أو مقدرين، لأن الرجوع والانتقال من الأمور النسبية، لا يفهم من دون المنتقل عنه، والمنتقل إليه، وليس إلحاق مثل هذه الأفعال، بصار، قياسا، بل سماع، ألا ترى أن نحو، انتقل، لا يلحق به، مع أنه بمعنى (تحول)، وكذا، زيد على 2 (ما زال)، من مرادفاتها: ما فتئ، وما أفتأ، وما انفك، وما وني، وما رام، من رام يريم 3، أي: برح، وأصل ما زال، وما برح، وما فتئ وما فتأ 4، وما انفك: أن تكون تامة بمعنى:
ما انفصل، فتتعدى بمن إلى ما هو الآن مصدر خبرها، فيقال في موضع ما زال زيد عالما:
ما زال زيد من العلم، أي: ما انفصل منه، لكنها جعلت بمعنى: كان دائما، فنصبت الخبر نصب (كان)، وإنما جعلت بمعناه، لأنه إذا لم ينفصل شخص عن فعل، كان فاعلا له دائما، وكذا أصل (برح) و (دام)، أن يكونا تامين، بمعنى: زال عن مكانه، فيتعديان بأنفسهما، وبمن، نحو: برحت بابك ومن بابك، ورمت بابك ومن بابك، وأصل (وني): قصر، فكان الأصل أن يتعدى بفي نحو: ما وني زيد في القيام، فجعل الثلاثة بمعنى: كان دائما، لأنه إذا كان لا ينفصل عن الفعل، ولا يقصر فيه، يكون فاعلا له دائما، .

(1) الآية 14 سورة الانشقاق، (2) تقدم أنه يريد الزيادة على ما ذكره ابن الحاجب في المتن، وكثير مما ذكره مزيدا على ما زال: مكرر مع ما جاء في المتن، اللهم إلا إذا كان هذا من اختلاف النسخ، (3) وأما ان كان من رام يروم فهو متعد بنفسه بمعنى قصد، (4) لم يذكر ما فتأ الثلاثي بين ما ذكره فيما زيد على ما زال، وذكره هنا في بيان أصلها
(١٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 178 179 181 182 183 184 185 186 187 188 189 ... » »»
الفهرست