(كانوا) فيه، ليست بزائدة، كما ذهب إليه المبرد، وإنما قال ذلك لثبوت فاعلها، و (لنا) خبرها، أي: جيران كرام كانوا لنا، وقال سيبويه 1: هي زائدة مع الفاعل، لأنه كالجزء منها، والأول أولى، لإفادتها، معنى، وعملها لفظا، ثم اعلم أن الزائدة، والمجردة للزمان، أعني غير العاملة، لا تقعان أولا، لأن البداية تكون باللوازم والأصول، والمجردة للزمان كالزائدة، فلا يليق بهما الصدر، وتقعان في الحشو كثيرا، وفي الأخير، على رأي، نحو قولك: حضر الخطيب، كان، ولا تزاد، ولا تجرد إلا ماضية، لخفتها، وقد أجاز أبو البقاء 2: زيادة مضارع ( كان) في قول حسان:
715 - كأن سبيئة من بيت رأس * يكون مزاجها عسل وماء 3 على رواية رفع مزاجها، وعسل وماء 4، قوله: (وصار للانتقال)، هذا معناها إذا كانت تامة، كما تقدم، ومعناها إذا كانت ناقصة: كان بعد أن لم يكن، فتفيد ثبوت مضمون خبرها، بعد أن لم يثبت، ومعنى يصير: يكون بعد أن لم يكن، قوله: (وأصبح وأمسى وأضحى، لاقتران مضمون الجملة بأزمانها)، هذه الثلاثة تكون ناقصة، وتامة، والناقصة بمعنيين: إما بمعنى (صار) مطلقا، من غير اعتبار الأزمنة .