المعنى، ولكونها أولى، أيضا، رجع سبحانه بعد قوله خالدين، إلى الحمل على اللفظ فقال: (خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا)، وأما تقديم مراعاة المعنى على مراعاة اللفظ من أول الأمر، فنقل أبو سعيد 1 عن بعض الكوفيين منعه، والأولى الجواز على ضعف، إلا في اللام الموصولة، فإنه يمتنع ذلك فيها، فلا يقال: الضاربة جاء، لخفاء موصوليتها، ثم إنك إن أتيت لها بصاحب من الموصوف أو المبتدأ، نحو جاء الزيدان الضارب غلامهما، وهم المؤدب خدامهم، لم يجز فيما يعبر عنها من الضمير واسم الإشارة مراعاة لفظها وإن كانت صالحة كمن، وما، للمفرد والمثنى والمجموع، والمذكر والمؤنث بلفظ واحد، وذلك لخفاء موصوليتها، وكونها كلام التعريف في نحو: هما الحسن غلامهما، فكأن الضمير راجع إلى صاحبها لا إليها، وإن لم تجئ بصاحبها، جاز مراعاة لفظها، كقوله:
430 - أو تصبحي في الظاعن المولي 2 أي في الظاعنين المولين، ويجوز أن يكون افراده لكونه صفة (مقدر مفرد اللفظ، أي في الجمع الظاعن)، 3