شرح الرضي على الكافية - رضي الدين الأستراباذي - ج ٣ - الصفحة ٣٠١
اسم الجمع كالرهط والقوم، والأكثر أنه كان المفسر أحدهما: فصل بمن، نحو:
ثلاثة من الخيل، وخمس من التمر، وذلك لأنهما، وإن كانا في معنى الجمع، لكنهما بلفظ المفرد فكره إضافة العدد إليهما، بعد ما تمهد من إضافته إلى الجمع، وقال الأخفش: لا يجوز إضافة العدد إليهما، وهو باطل، لقوله تعالى: (تسعة رهط) 1، وقالوا: ثلاثة نفر، وقال:
527 - ثلاثة أنفس وثلاث ذود * لقد جار الزمان على عيالي 2 ثم نقول: إن لم يكن للمعدود إلا جمع قلة، أضيف العدد إليه، وإن لم يكن له إلا جمع كثرة، أضيف العدد إليه، كثمانية أقلام 3 وأربعة رجال، وإن كان له الجمعان معا، أضيف العدد في الغالب إلى جمع القلة، لمطابقة العدد للمعدود قلة، نحو ثلاثة أجبال، وقد جاء: (ثلاثة قروء) 4، مع وجود أقراء، وليس بقياس، وقال المبرد: يجوز قياسا: ثلاثة كلاب، بتأويل: ثلاثة من كلاب، وليس بمشهور، قوله: (الا في: ثلاثمائة إلى تسعمائة)، استثناء من قوله: مجموع، لأن المائة المضاف إليها ثلاثة إلى تسعة: مفردة غير مجموعة، وكان القياس ثلاث مئات، لأن للمائة جمعين:
أحدهما في صورة جمع المذكر السالم، وهو: مئون، وقد تقدم أن العدد لا يضاف إليه،

(١) الآية ٤٨ من سورة النمل وتقدمت قريبا (٢) قاله الحطيئة وكان قد نزل منزلا ومعه امرأته وابنته وثلاث ذود، سرحها فلما أراد أن يرحل افتقد أحدها فلم يجده، فقال:
أذئب القفر أم ذئب أنيس * أصاب البكر أم حدث الليالي ونحن ثلاثة وثلاث ذود، هكذا ورد، وورد مثل هذا البيت في قصيدة لأعرابي نقلها البغدادي عن أمالي الزجاجي، (٣) القلم جاء جمعه على قلام مثل جبل وجبال، ولكنه قليل الاستعمال، وجمع القلة أفصح وهو لغة القرآن، (4) من الآية 228 في سورة البقرة،
(٣٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 ... » »»
الفهرست