بن أبي طالب! فقلت: أظلمك؟ قال: لا والله ما ظلمني (1).
5782 - الخرائج والجرائح: إن أسودا دخل على علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال:
يا أمير المؤمنين، إني سرقت فطهرني.
فقال: لعلك سرقت من غير حرز - ونحى رأسه عنه -.
فقال: يا أمير المؤمنين، سرقت من الحرز، فطهرني.
فقال (عليه السلام): لعلك سرقت غير نصاب - ونحى رأسه عنه -.
فقال: يا أمير المؤمنين، سرقت نصابا.
فلما أقر ثلاث مرات قطعه أمير المؤمنين (عليه السلام) فأخذ المقطوع وذهب، وجعل يقول في الطريق: قطعني أمير المؤمنين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، ويعسوب الدين وسيد الوصيين، وجعل يمدحه، فسمع ذلك منه الحسن والحسين (عليهما السلام) وقد استقبلاه، فدخلا على أبيهما (عليه السلام) وقالا: رأينا أسودا يمدحك في الطريق.
فبعث أمير المؤمنين (عليه السلام) من أعاده إلى حضرته، فقال (عليه السلام) له: قطعت يمينك وأنت تمدحني؟! فقال: يا أمير المؤمنين، إنك طهرتني، وإن حبك قد خالط لحمي ودمي وعظمي، فلو قطعتني إربا إربا لما ذهب حبك من قلبي.
فدعا (عليه السلام) له، ووضع المقطوع إلى موضعه، فصح وصلح كما كان (2).