موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ - محمد الريشهري - ج ١١ - الصفحة ١٤٢
وفي رواية: كجؤجؤ طير في لجة بحر.
وفي رواية أخرى: كأني أنظر إلى قريتكم هذه قد طبقها الماء حتى ما يرى منها إلا شرف المسجد، كأنه جؤجؤ طير في لجة بحر (1).
قال ابن أبي الحديد: والصحيح أن المخبر به قد وقع، فإن البصرة غرقت مرتين: مرة في أيام القادر بالله، ومرة في أيام القائم بأمر الله، غرقت بأجمعها ولم يبق منها إلا مسجدها الجامع بارزا بعضه كجؤجؤ الطائر، حسب ما أخبر به أمير المؤمنين (عليه السلام)، جاءها الماء من بحر فارس من جهة الموضع المعروف الآن بجزيرة الفرس، ومن جهة الجبل المعروف بجبل السنام، وخربت دورها، وغرق كل ما في ضمنها، وهلك كثير من أهلها.
وأخبار هذين الغرقين معروفة عند أهل البصرة، يتناقلها خلفهم عن سلفهم (2).
5903 - عنه (عليه السلام) - فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة -: يا أحنف، كأني به وقد سار بالجيش الذي لا يكون له غبار ولا لجب (3)، ولا قعقعة (4) لجم، ولا حمحمة خيل، يثيرون الأرض بأقدامهم كأنها أقدام النعام (5).
- ثم قال (عليه السلام): - ويل لسكككم العامرة، والدور المزخرفة التي لها أجنحة

(١) نهج البلاغة: الخطبة ١٣.
(٢) شرح نهج البلاغة: ١ / ٢٥٣.
(٣) اللجب: الصوت والصياح والجلبة (لسان العرب: ١ / ٧٣٥).
(٤) تقعقع الشيء: اضطرب وتحرك (لسان العرب: ٨ / 286).
(5) قال الشريف الرضي: يومئ بذلك إلى صاحب الزنج.
(١٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 ... » »»
الفهرست