عناصر الاسلام، ومراكز الوعي والايمان.
ولما اقتربت سبايا أهل البيت (ع) إلى الكوفة خرجت الجماهير الحاشدة لاستقبال السبايا فخطبت فيهم عقيلة الوحي خطابا مثيرا ومذهلا وإذا بالناس حيارى لا يعون ولا يدرون قد استحالت بيوتهم إلى مأتم وهم يندبون حظهم التعيس ويبكون على ما اقترفوه من الجرم، وحينما انتهت إلى دار الامارة استقبلها الطاغية متشفيا بأحط وأخس ما يكون التشفي قائلا:
" كيف رأيت صنع الله بأخيك؟ " وانطلقت عقيلة بني هاشم ببسالة وصمود فأجابته بكلمات النصر والظفر قائلة:
" ما رأيت إلا جميلا هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم، وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاج وتخاصم فانظر لمن الفلج يومئذ ثكلتك أمك يا بن مرجانة ".
وأخزت هذه الكلمات ابن مرجانة فكانت أشق عليه من ضرب السيوف وطعن الرماح، ولما انتهت إلى الشام هزت العرش الأموي بخطابها المثير الرائع، وحققت بذلك من النصر ما لم تحققه الجيوش...
لقد كان حمل الإمام الحسين لعائلته قائما على أساس من الوعي العميق الذي أحرز به الفتح والنصر.
وبهذا ينتهي بنا الحديث عن بعض أسباب الثورة الحسينية ومخططاتها.