من يزيد في خلافته، ويقتله في كرامته، وحقا لقد وقع ما توقعه، فكان لما فعله يزيد وعصبته من فظيع الأثر في نفوس المسلمين، وزاد في اضعانهم ما عرضوا به سلالة النبوة من هتك خدر النساء، وهن اللاتي ما عرفن إلا بالصيانة والطهر والعز والمنعة، مما أطلق السنة الشعراء بالهجاء والذم، ونفر أكثر المسلمين من خلافة الأمويين، وأسخط عليهم قلوب المؤمنين، فقد قتله الحسين أشد من قتله إياه " (1).
3 - أحمد محمود صبحي يقول الدكتور احمد محمود صبحي: " ثم رفض - يعني الحسين - إلا أن يصحب أهله ليشهد الناس على ما يقترفه أعداؤه بما لا يبرره دين ولا وازع من انسانية، فلا تضيع قضيته مع دمه المراق في الصحراء فيفتري عليه أشد الافتراء حين يعدم الشاهد العادل على كل ما جرى بينه وبين أعدائه، تقول الدكتورة بنت الشاطئ: أفسدت زينت أخت الحسين على ابن زياد وبني أمية لذة النصر، وسكبت قطرات من السم الزعاف في كؤوس الظافرين وان كل الاحداث السياسية التي ترتبت بعد ذلك من خروج المختار وثورة ابن الزبير وسقوط الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية ثم تأصل مذهب الشيعة انما كانت زينب هي باعثة ذلك ومثيرته (2).
أريد أن أقول ما ذا يكون الحال لو قتل الحسين ومن معه جميعا من الرجال الا أن يسجل التاريخ هذه الحادثة الخطيرة من وجهة نظر أعدائه