الحصار الطويل أن دمر أكثر أبنية المدينة. وقد حل بالإسكندرية البؤس والشقاء من جراء الحصار الذي حصل في ثورة إمليانوس حتى أن دقلديانوس أصدر أمرا بأن جزءا من الغلال التي كانت ترسل إلى رومة يوزع على الأهلين فيها.
أما الشطر الأخير من حكم دقلديانوس فكان عصر هياج واضطراب بسبب اضطهاد المسيحيين.
وكان يرمي نظام الحكومة الجديد إلى التشدد في تقديس الإمبراطور وإكباره الديني، فبعد أن كان فيها مضى الرئيس الديني الأعظم أصبح في عصر دقلدنوس، وبواسطة التأثير الشرقي أشبه بإله تقدم القرابين، ويعبد كما تعبد الآلهة، ليكون بذلك أكثر أمانا على نفسه من الاغتيال كما حصل لكثير من الأباطرة العسكريين الذين تقدموه في القرن الثالث كله.
فأثارت هذه السياسة سخط المسيحيين ودفعتهم إلى المقاومة وكان الشجار الذي أثاره هذا العمل في مصر أشد منه في أي بلد آخر، مع أن تقاليد المصريين القديمة هي التي سهلت الأمر على الحكومة وجعلتها تتوقع نجاح سياستها، وتنتظر من الأمة العمل من أول الأمر بأكثر من رغائبها، فيتسابق المصريون إلى تأليه دقلديانوس كما ألهوا كاليجولا من قبل، غير أن التعصب المصري لدينهم كان لا يزال شديدا ينفجر بركانه لا وهي الأسباب حتى عند الذين اعتنقوا الدين المسيحي - لذلك لقي الرومانيون في سبيل تأليه الإمبراطور - على الرغم من مجهوداتهم الكثيرة - مقاومة عنيفة وعنادا كبيرا وصلا إلى حد الجنون.
(ملن ص 87).
والظاهر أن دقلديانوس وغيره من أباطرة الرومان كانوا يعتبرون المسيحيين خارجين على الدولة والدين الرسمي، فلم يكن بد من