المتعلق أي زائد النعم والإحسان، وحاصله انه صاحب البركة.
وقيل: هو من برك البعير بروكا - من باب قتل - وقع على بركته وهي صدره، كناية عن قدمه تعالى وثبوته، وعدم تطرق التغير والزوال عليه، والمعنى الأول أظهر في النظر، و ﴿فتبارك الله أحسن الخالقين﴾ (1) قيل: أي ثبت الخير عنده وفي خزائنه، وقيل: تبارك أي علا وتعظم وتكبر وتكرم، واتسعت رحمته وكثرت نعمته، وتبارك في هذه المقامات بمعنى بارك نظير تقابل وقابل.
وقد يكون بارك متعديا نحو باركه الله أي بارك الله فيه من باب الحذف والإيصال، وإلا فهو لازم أيضا في الحقيقة، والمراد من بركته تعالى نعمه وإفضالاته الزائدة، وجمع البركات للمبالغة.
قال في النهاية: في الحديث: (وبارك على محمد وآل محمد) أي أثبت له وأدم له ما أعطيته من التشريف والكرامة، من برك البعير إذا أناخ في موضعه ولزمه، وتطلق البركة أيضا على الزيادة والأصل الأول، إنتهى (2).
والظاهر في عالم التبادر هنا بملاحظة العرف هو اعتبار معنى الزيادة والبركة، أي كن صاحب البركة والزيادة بالنسبة إلى محمد وآل محمد، وتفضل عليهم، وزد في نعمهم وإحسانهم أبدا، كما قال (صلى الله عليه وآله): (رب زدني علما).
ثم إن قولها (عليها السلام): ((والسلام عليه ورحمة الله وبركاته)) يمكن أن يكون السلام فيه إشارة إلى سلامته (صلى الله عليه وآله) في نفسه عن مفاسد أمته وشرورهم بالنسبة إلى عترته، والرحمة إشارة إلى جريان الفيوض الإلهية إليهم من حيث أنفسهم، وبركاته إشارة إلى وصول نعم الله تعالى إلى شيعتهم.
وهنا قد فرغت (عليها السلام) من الحمد والثناء على الله سبحانه، والصلاة والسلام على نبي الرحمة، وإمام الأمة الكاشف للغمة.
* * *