مريم)) فذكر فيه أيضا وجوه، مثل ان ((إلا)) هنا بمعنى لكن وما نافية أي لكن لم تلده مريم، وتذكير الضمير حينئذ بجعلها في الشرف كالمذكر، أو باعتبار الإنسان أو الشخص المذكر.
أو ان إلا بمعنى الواو أي وما ولدته مريم، بجعل ما نافية أيضا على نحو ما مر، أو موصولة كناية عن عيسى (عليه السلام) أي أفضل من عيسى أيضا، أو بمعنى حتى وما موصولة أيضا على المعنى السابق.
أو ان إلا للاستثناء المنقطع والمراد من الموصولة أيضا عيسى (عليه السلام)، أو للاستثناء المتصل مرادا من الموصولة البنت المفروضة لمريم، وتذكير الضمير حينئذ باعتبار لفظ ما، أي إلا بنت مريم لو كان لها بنت، فيكون من باب التعليق بالمحال، وتأكيد المدح بما يشبه الذم، مثل قوله:
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم * بهن فلول (1) من قراع (2) الكتائب [في تسميتها (عليها السلام) بأم الأئمة] ومنها أم الأئمة النقباء النجباء، كما ورد في الأخبار عن النبي (صلى الله عليه وآله): إن فاطمة أحصنت فرجها، فحرم الله ذريتها على النار، وتلك الذرية هم الأئمة (3).
وعن عبد الله بن سليمان قال: قرأت في الإنجيل في وصف النبي (صلى الله عليه وآله): نكاح النساء، ذو النسل القليل، إنما نسله من مباركة، لها بيت في الجنة لا صخب فيه ولا نصب، يكفلها هو في آخر الزمان كما كفل زكريا أمك، لها فرخان مستشهدان (4).