في وجه التسمية يكشف عن اعتبار معنى كلي يصدق مع كل من الوجوه المحتملة، على ما مر في بيان معنى لفظ فاطمة.
وأصل البتل القطع أي انها منقطعة عما ذكر، وعن نساء زمانها بعدم رؤية الدم حيضا ولا نفاسا ولا استحاضة، ومن هنا أيضا سميت إنسية حوراء.
وفي النهاية (١): امرأة بتول: منقطعة عن الرجال لا شهوة لها فيهم، وبها سميت مريم أم عيسى (عليه السلام)، وسميت [فاطمة] بالبتول أيضا لانقطاعها عن نساء زمانها فضلا ودينا وحسبا، أو لانقطاعها عن الثيوبة لكونها بكرا دائما، أو لانقطاعها عن الدنيا إلى الله تعالى، من قوله تعالى: ﴿وتبتل إليه تبتيلا﴾ (2).
تكميل: [في باقي أسمائها (عليها السلام)] ولها (عليها السلام) أسماء غير ذلك كما ذكره الصدوق وغيره، مثل: الحصان، الحرة، العذراء، المباركة، الطاهرة، الزكية، الراضية، المرضية، الصديقة الكبرى، ومريم العذراء، إلى غير ذلك.
والحصان - بفتح الحاء - بمعنى المرأة العفيفة، وقد حصنت المرأة - مثلت الصاد - أي عفت، وهي بينة الحصانة - بالفتح - أي العفة، أصله من الحصن - بالكسر - وهو المكان الذي لا يقدر عليه لارتفاعه، ولهذا أيضا سمى الفرس الكريم العتيق بالحصان - بالكسر - لكون ظهره كالحصن لراكبه.
وجعل الحصان - بالفتح - للمرأة الكريمة، وبالكسر للفرس بملاحظة مناسبة كون الفرس مركوبا والإنسان راكبا، فالفتح للفوق والكسر للتحت، كما قيل في الجنازة والجنازة بالنسبة إلى الميت والسرير على وجه، وإن قيل بالعكس أيضا وباستعمال كل في كل.
وأحصن الرجل إذا تزوج فهو محصن - بالكسر - على القياس، والهمزة