الشرعية على الإنسان لا على غيره من المخلوقات لعدم قابليتها لها بخلاف الإنسان، فحملها إياه وكلفه بها ليعذب الله المنافقين والمنافقات لخيانتهم في الأمانة، ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات بأدائهم لها والعمل على طبقها.
فالمراد بالأمانة حينئذ الأوامر والنواهي والفرائض والأحكام الواجبة على الأنام، ويدخل فيها ولاية الأئمة (عليهم السلام) لأنها أعظم أحكام الإسلام.
وفي بعض الأخبار في الكافي والبصائر وغيرهما: ان الأمانة هي الولاية أبين أن يحملنها كفرا وحملها الإنسان أبو فلان، انه كان ظلوما جهولا (1)، وفي خبر آخر: إن المراد بالإنسان أبو الشرور والمنافق (2).
وفي بعض الأخبار: فأبين أن يحملنها بأثقالها وادعائها لأنفسهن وتمنى محلها لهن، وحمل الشيطان آدم وحواء في الجنة على تمني منزلتهم (عليهم السلام) إلى أن آل أمرهما إلى ما آل، ثم لم يزل أنبياء الله بعد ذلك يحفظون هذه الأمانة، ويشفقون من ادعائها لأنفسهم، وحملها الإنسان الذي قد عرف بأصل كل ظلم منه إلى يوم القيامة (3).
وفي بعضها: فأبين أن يغصبنها عن أهلها وأشفقن منها، وحملها الإنسان يعني الأول (4).
وفي بعضها: ان الصلاة من أمانة الله فلابد من أدائها (5)، ونحو ذلك.
فالمراد من حمل الأمانة حينئذ ابقائها في الذمة وعدم أدائها، أو المراد حمل