فصل [في ذكر جملة من أسماء فاطمة الزهراء (عليها السلام)] ثم إن لسيدتنا الزهراء أسماء نزلت من السماء، وتحت كل اسم أسرار كما نطق به الأخبار، ولكل منها جهة تسمية - بل جهاتها - سميت به بذلك الاعتبار، ونحن نذكر معدودة منها تيمنا وتبركا بذكرها مع جملة من الأخبار الواردة فيها، ومرادنا من الأسماء هنا أعم من الاسم واللقب والكنية على نحو ما ورد في الاخبار المروية.
[الأخبار في تسميتها بفاطمة] فمنها فاطمة (عليها السلام)، قد ورد في التسمية بذلك أخبار متكثرة من طرق الخاصة والعامة، في أنها سميت بذلك لأن الله تعالى قد فطم من أحبها من النار (1).
ومن طرق أصحابنا عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) انه قال: سميت فاطمة فاطمة لأن الله تبارك وتعالى علم ما كان قبل كونه، فعلم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يتزوج في الأحياء، وانهم يطمعون في وراثة هذا الأمر من قبله، فلما ولدت فاطمة سماها الله تعالى فاطمة لما أخرج منها من ولدها، فجعل الوراثة في أولادها، فقطع غير أولادها عما طمعوا، فبهذا سميت فاطمة أي فطمت