ذلك من جهة الاتفاق في العدد، ويؤيده أن في بعض طرقه زاجرا وآمرا بالنصب أي نزل على هذه الصفة من الأبواب السبعة.
وقال أبو شامة: يحتمل أن يكون التفسير المذكور للأبواب لا للأحرف أي هي سبعة أبواب من أبواب الكلام وأقسامه أي أنزله الله على هذه الأصناف لم يقتصره منها على صنف واحد كغيره من الكتب، وفي هذه المسألة نحو أربعين قولا سردها الشيخ في الاتقان في الأنواع السادس عشر.
الثانية والخمسون:
وأنه نزله بكل لغة عد هذا ابن النقيب قلت: وكذا رواه ابن أبي شيبة عن أبي ميسرة والضحاك وابن المنذر عن وهب بن منبه، قال أبو عمرو: في التمهيد قول من قال أن القرآن نزل بلغة قريش معناه عندي في الأغلب والله أعلم لان غير لغة قريش موجودة في جميع القراءات من تحقيق الهمزات ونحوها وقريش لا تهمز.
وقال الشيخ جمال الدين بن مالك: أنزل الله تعالى القرآن بلغة الحجازيين الا قليلا فإنه نزل بلغة التميميين كالادغام في (يشاقق الله (الأنفال 13) وفي (من يرتد منكم عن دينه) (المائدة 54)، فان ادغام المجزوم لغة تميم ولهذا قيل، الفك لغة الحجاز، وهذا أكثر نحو (وليملل) (البقرة 282) (يحببكم الله) (آل عمران 31) (يمددكم) (آل عمران 125) (اشدد به أزري) (طه 31) (ومن يحلل عليه غضبي) (طه 81) قال: وقد أجمع القراء على نصب (الا اتباع الظن) (النساء 157)، لان لغة الحجاز بين التزام النصب في المنقطع كما أجمعوا على نصب (ما هذا بشر) (يوسف 31)، لان لغتهم اعمال (ما) وزعم الزمخشري في قوله تعالى: (قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب الا الله) (النمل 65) أنه استثناء منقطع جاء على لغة بني تميم.
وقال أبو بكر الواسطي في (الارشاد في القراءات العشر) في القرآن من اللغات خمسون لغة (1)، وسردها الشيخ وذلك في الاتقان في النوع السابع والثلاثين.
تنبيه: اختلف هل وقع في القرآن شئ بغير لغة العرب، فالأكثرون ومنهم الإمام الشافعي وابن جرير وأبو عبيدة والقاضي أبو بكر وابن فارس إلى عدم وقوع ذلك فيه، بقوله تعالى: