فخرج يدعو قومه إلى الاسلام رجاء ألا يخالفوه لمنزلته فيهم، فلما أشرف على علية له وقد دعاهم إلى الاسلام وأظهر لهم دينه، رموه بالنبل من كل وجه، فأصابه سهم فقتله.
فيزعم بنو مالك أنه قتله رجل منهم يقال له أوس بن عوف أخو بني سالم بن مالك ويزعم الاحلاف أنه قتله رجل منهم من بني عتاب يقال له وهب بن جابر، فقيل لعروة ما ترى في ديتك (1)؟ قال: كرامة أكرمني الله بها، وشهادة ساقها الله إلى، فليس في إلا ما في الشهداء الذين قتلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يرتحل عنكم، فادفنوني معهم. فدفنوه معهم.
فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيه: " إن مثله في قومه كمثل صاحب يس في قومه ".
وهكذا ذكر موسى بن عقبة قصة عروة، ولكن زعم أن ذلك كان بعد حجة أبى بكر الصديق، وتابعه أبو بكر البيهقي في ذلك.
وهذا بعيد. والصحيح أن ذلك قبل حجة أبى بكر، كما ذكره ابن إسحاق. والله أعلم.
* * * قال ابن إسحاق: ثم أقامت ثقيف بعد قتل عروة أشهرا، ثم إنهم ائتمروا بينهم رأوا أنه لا طاقة لهم بحرب من حولهم من العرب، وقد بايعوا وأسلموا.
فائتمروا فيما بينهم، وذلك عن رأى عمرو بن أمية أخي بني علاج، فائتمروا بينهم ثم أجمعوا على أن يرسلوا رجلا منهم، فأرسلوا عبد يا ليل بن عمرو بن عمير ومعه اثنان من الاحلاف وثلاثة من بني مالك; وهم الحكم بن عمرو بن وهب بن معتب،