صلى الله عليه وسلم، فأمره أن يمكث حراما. وفى رواية البراء بن عازب أنه قال: له إني سقت الهدى وقرنت.
والمقصود أن عليا لما كثر فيه القيل والقال من ذلك الجيش بسبب منعه إياهم استعمال إبل الصدقة واسترجاعه منهم الحلل التي أطلقها لهم نائبه، وعلى معذور فيما فعل لكن اشتهر الكلام فيه في الحجيج، فلذلك - والله أعلم - لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجته وتفرغ من مناسكه ورجع إلى المدينة فمر بغدير خم قام في الناس خطيبا فبرأ ساحة على ورفع من قدره ونبه على فضله، ليزيل ما وقر في نفوس كثير من الناس.
وسيأتي هذا مفصلا في موضعه إن شاء الله. وبه الثقة.
* * * وقال البخاري: حدثنا قتيبة، حدثنا عبد الواحد، عن عمارة بن القعقاع بن شبرمة، حدثني عبد الرحمن بن أبي نعم، سمعت أبا سعيد الخدري يقول: بعث علي بن أبي طالب إلى النبي صلى الله عليه وسلم من اليمن بذهيبة في أديم مقروظ لم تحصل (1) من ترابها.
قال: فقسمها بين أربعة; بين عيينة بن بدر، والأقرع بن حابس، وزيد الخيل، والرابع إما علقمة بن علاثة وإما عامر بن الطفيل.
فقال رجل من أصحابه: كنا نحن أحق بهذا من هؤلاء. فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " ألا تأمنوني؟ وأنا أمين من في السماء يأتيني خبر السماء صباحا ومساء ".
قال: فقام رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناشز الجبهة كث اللحية محلوق