واما الجواب عن انكارهم بقاؤه في السرداب من غير أحد يقوم بطعامه وشرابه فعنه جوابان أحدهما بقاء عيسى عليه السلام في السماء من غير أحد يقوم بطعامه وشرابه وهو بشر مثل المهدي عليه السلام فكما جاز بقاءه في السماء والحالة هذه فكذلك المهدي في السرداب.
فان قلت إن عيسى عليه السلام يغذيه رب العالمين من خزانه غيبه قلت لا تفني خزائنه بانضمام المهدي إليه في اغذائه.
فان قلت إن عيسى خرج عن طبيعة البشرية قلت هذه دعوى باطلة لأنه قال تعالى لأشرف الأنبياء قل انما أنا بشر مثلكم.
فان قلت اكتسب ذلك من العالم العلوي قلت هذا يحتاج إلى توقيف ولا سبيل إليه.
والثاني بقاء الدجال في الدير على ما تقدم بأشد الوثاق مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد وفي رواية في بئر موثوق وإذا كان بقاء الدجال ممكنا على الوجه المذكور من غير أحد يقوم به فما المانع من بقاء المهدي عليه السلام مكرما من غير الوثاق إذ الكل في مقدور الله تعالى فثبت انه غير ممتنع شرعا ولا عادة.
ثم ذكر بعد هذه الأبحاث خبر سطيح وانا أذكر منه موضع الحاجة إليه ومقتضاه انه يذكر الذي جدن الملك وقايع وحوادث تجري وزلازل من فتن ثم انه ذكر خروج المهدي عليه السلام وانه يملأ الأرض عدلا وتطيب الدنيا وأهلها في أيام دولته عليه السلام. وروي عن الحافظ محمد بن النجار انه قال هذا حديث من طوالات المشاهير الذي ذكره الحفاظ في كتبهم ولم يخرج في الصحيح آخر البيان في