فقيل له يا ابن رسول الله فمن الحجة والامام بعدك فقال ابني محمد هو الامام والحجة بعدي فمن مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية اما ان له غيبة يحار فيها الجاهلون ويهلك فيها المبطلون ويكذب فيها الوقاتون ثم يخرج فكأني انظر إلى الاعلام البيض تخفق فوق رأسه بنجف الكوفة " الباب الثالث " في بيان وجه الاستدلال بهذه الأخبار الواردة في النصوص على إمامته وذكر أحوال غيبته وما شوهد من دلالاته وبيناته وبعض ما خرج من توقيعاته أربعة فصول " الفصل الأول " في ذكر الدلالة على اثبات غيبته عليه السلام وصحة إمامته من جهة الاخبار يدل على إمامته عليه السلام ما أثبتناه من اخبار النصوص وهي ثلاثة أوجه أحدها النص على عدد الأئمة الاثني عشر وقد جاءت تسميته عليه السلام في بعض تلك الأخبار ودل البعض على إمامته بما فيه من ذكر العدد من قبل انه لا قائل بهذا العدد في الأمة الا من دان بإمامته وكلما طابق الحق فهو الحق الوجه الثاني النص عليه من جهة أبيه عليه السلام خاصة.
الوجه الثالث النص عليه بذكر غيبته وصفتها التي تحصرها ووقوعها على الحد المذكور من غير اختلاف حتى لا تحرم منه شيئا وليس يجوز في العادات ان يولد جماعة كذبا فيكون خبرا غير كائن فيتفق في ذلك حسب ما وصفوه فإذا كانت اخبار الغيبة قد سبقت زمان الحجة عليه السلام بل زمان أبيه وجده حتى تعلقت الكيسانية بها في امامة ابن الحنفية والناووسية والممطورة في أبي عبد الله وأبي الحسن موسى عليه السلام وخلدها المحدثون من الشيعة في أصولهم المؤلفة في أيام السيدين الباقر والصادق عليهما السلام وآثروها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام واحدا بعد واحد صح بذلك القول في امامة صاحب الزمان عليه السلام