كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ٣٣
رضي الله عنهم، ولو عزونا لكتابنا هذا ترتيبهم لذكرنا رجال أولاد علي لصلبه، وولد الحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن عبد الله بن جعفر ومحمد بن علي بن عبد الله بن العباس، إلا أنا ذكرنا جملة من القول فيهم فاقتصرنا من الكثير على القليل.
فاما النجدة فقد علم أصحاب الاخبار وحمالوا الآثار انهم لم يسمعوا بمثل نجدة علي بن أبي طالب عليه السلام وحمزة رضي الله عنه، ولا بصبر جعفر الطيار رضوان الله عليه وليس في الأرض قوم أثبت جنانا ولا أكثر مقتولا تحت ظلال السيوف، ولا أجدر أن يقاتلوا وقد فرت الأخيار وذهبت الصنائع، وخام ذو البصيرة وجاد أهل النجدة من رجالات بنى هاشم، وهم كما قيل:
وخام الكمي وطاح اللواء ولا تأكل الحرب إلا سمينا وكذلك قال دغفل (1) حين وصفهم: أنجاد أمجاد ذووا ألسنة حداد، وكذلك قال علي عليه السلام حين سئل عن بنى هاشم وبنى أمية: نحن أنجد وأمجد وأجود وهم أنكر وأمكر وأغدر، وقال أيضا: نحن أطعم للطعام وأضرب للهام وقد عرفت جفاء المكيين وطيش المدنيين وأعراق بنى هاشم مكية ومناسبهم مدنية، ثم ليس في الأرض أحسن أخلاقا ولا أطهر بشرا ولا أدوم دماثة ولا ألين عريكة ولا أطيب عشيرة ولا أبعد من كبر منهم.
والحدة لا يكاد يعدمها الحجازي والتهامي إلا ان حليمهم لا يشق غباره، وذلك في الخاص والجمهور على خلاف ذلك حتى تصير إلى بنى هاشم، فالحلم في جمهورهم، وذلك يوجد في الناس كافة، ولكنا نضمن انهم أتم الناس فضلا وأقلهم نقصا، وحسن الخلق في البخيل أسرع، وفي الذليل أوجد وفيهم مع (* 1) هامش وهو دغفل بن حنظلة النسابة أحد بني شيبان. (*)
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357