كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ٣١
كان أقرب كان أرفع ولو سواهم بالناس لما حرم عليهم الصدقة، وما هذا التحريم إلا لاكرامهم على الله، ولذلك قال للعباس حيث طلب ولاية الصدقات: لا أوليك غسالات خطايا الناس وأوزارهم بل أوليك سقاية الحاج والانفاق على زوار الله، ولهذا كان رباه أول ربا وضع ودم ربيعة ابن حارث أول دم أهدر، لأنهما القدوة في النفس والمال، ولهذا قال علي عليه السلام على منبر الجماعة: نحن أهل بيت لا يقاس بنا أحد، وصدق صلوات الله عليه كيف يقاس بقوم منهم رسول الله صلى الله عليه وآله والأطيبان: علي وفاطمة والسبطان الحسن والحسين، والشهيدان أسد الله حمزة وذو الجناحين جعفر، وسيد الوادي عبد المطلب وساقى الحجيج العباس، وحليم البطحاء والنجدة والخير فيهم، والأنصار أنصارهم والمهاجر من هاجر إليهم ومعهم، والصديق من صدقهم والفاروق من فرق بين الحق والباطل فيهم، والحواري حواريهم وذو الشهادتين لأنه شهد لهم، ولا خير إلا فيهم ولهم ومنهم ومعهم.
وقال صلى الله عليه وآله فيما أبان به أهل بيته: إني تارك فيكم الخليفتين أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي. نبأني اللطيف الخبير انهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض، ولو كانوا كغيرهم لما قال عمر حين طلب مصاهرة علي: انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي.
واعلم أن الرجل قد ينازع في تفضيل ماء دجلة على ماء الفرات، فان لم يتحفظ وجد في قلبه على شارب ماء دجلة رقة لم يكن يجدها، ووجد في قلبه غلظة على شارب ماء الفرات لم يكن يجدها، فالحمد لله الذي جعلنا لا نفرق بين أبناء نبينا ورسلنا، لنحكم لجميع المرسلين بالتصديق ولجميع السلف بالولاية، ونخص بنى هاشم بالمحبة ونعطي كل امرئ قسطه من المنزلة.
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357