كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ٢٧٨
ولدا فلففته في خرقة وألقيته من خارج الجدران حيث قضاء الحوائج، فجاء كلب يشمه فخشيت أن يأكله فرميته بحجر فوقعت في رأسه فشجته، فعدت إليه أنت وأمك فشدت رأسه أمك بخرقة من جانب مرطها ثم تركتماه ومضيتما ولم تعلما حاله؟ فسكتت فقال لها: تكلمي بحق، فقالت: بلى والله يا أمير المؤمنين ان هذا الامر ما علمه منى غير أمي، فقال: قد أطلعني الله عليه، فأصبح فأخذه بنو فلان فربى فيهم إلى أن كبر، وقدم معهم الكوفة وخطبك وهو ابنك ثم قال للفتى: اكشف رأسك، فكشفه فوجد أثر الشجة، فقال (ع) هذا ابنك قد عصمه الله تعالى مما حرمه عليه، فخذي ولدك وانصرفي فلا نكاح بينكما وله في هذه الواقعة (ع) ما يقضى بولايته ويسجل بكرامته.
ومنها ما رواه الحسن بن ذكردان الفارسي قال: كنت مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وقد شكا إليه الناس وأنا زيادة الفرات، وانها قد أهلكت مزارعهم، وتحب أن تسأل الله أن ينقصه عنا، فقام ودخل بيته والناس مجتمعون ينتظرونه فخرج وعليه جبة رسول الله صلى الله عليه وآله وعمامته وبرده، وفي يده قضيبه، فدعا بفرسه فركبها ومشى ومعه أولاده والناس وأنا معهم رجالة حتى وقف على الفرات، فنزل عن فرسه فصلى ركعتين خفيفتين ثم قام وأخذ القضيب بيده ومشى على الجسر، وليس معه سوى ولديه الحسن والحسين عليهما السلام وأنا، فأهوى إلى الماء بالقضيب فنقص ذراعا فقال: أيكفيكم؟
فقالوا: لا يا أمير المؤمنين، فقام وأومى بالقضيب وأهوى به إلى الماء فنقصت الفرات ذراعا آخر هكذا إلى أن نقصت ثلاثة أذرع، فقالوا: حسبنا يا أمير المؤمنين، فركب عليه السلام فرسه وعاد إلى منزله، وهذه كرامة عظيمة ونعمة من الله جسيمة.
قلت: فكان هو عليه السلام أولى وأحق بقول القائل
(٢٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357